هبوط مستوى المنتخب

لا يخفى على أحد هبوط المستوى العام للمنتخب السعودي لكرة القدم وليس على مستوى الفريق الأول فحسب ، بل ينسحب ذلك على جميع فئاته السنية (درجة الشباب والناشئين) ، وألخص أسباب ذلك حسب وجهة نظري بالنقاط التالية:

1- اللاعبين : في عهد الثمانينات وحتى النصف الأول من التسعينات كنا نشاهد لاعبي الأخضر يتفانون بأداء المبارايات ، ويخلصون للقميص الذين يرتدونه ويمثل الدولة العزيزة على قلوبهم ، ويؤدون بكل ما يملكون من جهد للفوز في جميع مباراياتهم ، وفي الوقت الحالي نجد أن اللاعب يجذب (بضم النون) اجتذابا للمنتخب الوطني ، وفي وقت المباراة تجده يلعب وهو مشتت الذهن بأمور أخرى ، ولا تجد ذلك الإخلاص في أداء المباراة ، وبكل صراحة لم أشاهد أي لاعب يستحق أن يمثل المنتخب وخصوصا بعد المستوى الرديء جدا في مباراته الأخيرة مع كوريا الشمالية ، وأرجو من القائمين على ادارة المنتخبات الاهتمام بالفئات الناشئة بشكل أكبر ، حيث لم نعد نجد مواهب مميزة سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية.

2- التدريب : وذكرت كلمة التدريب وليس المدرب ، حيث أشمل بذلك المدرب وطريقة التدريب و المعسكرات التدريبية التي لا تستغل بشكل جيد ، بل تكن هذه المعسكرات أشبه بإجازة للاعبين من عبء وضغط مباراياتهم مع أنديتهم ، وعلى الاتحاد الرياضي جلب مدرب ذو قدرات تكتيكية عالية وصاحب رؤية فنية عميقة ، ومع احترامي الشديد للمدرب ناصر الجوهر لم أرى أي ابداع في مستوى المنتخب أو أي تطور حاصل في إيقاع لعبه.

3- الأندية : عندما تقوم الأندية بالمنافسة على جذب اللاعبين إليها وبطرق مباشرة وغير مباشرة ، وطرق شرعية وغير شرعية ، نجد أن اللاعبين أصبح همهم الأول هو التحصيل المادي ، فكم سمعنا من بعض الأندية أصبحت تنفق الملايين الكثيرة في سبيل جذب أحد اللاعبين المميزين وبأي شكل ، فيصبح اللاعب أشبه بشخص يريد فقط تقاضي المال ، وينسى المضمون الحقيقي وهو حب اللعبة من القلب ، واستعمالها كوسيلة للترفيه والتسلية لا الاعتماد عليها من أجل التحصيل ، ولكم في تصريح النجم المميز ريكاردو كاكا عبرة ليس فقط للاعبي المنخب السعودي بل لجميع لاعبي المنتخبات العربية.

4- نظام الدوري المحلي: الضغط الرهيب في جدول دوري المحترفين السعودي بعشوائية تواريخ المباريات ، وكثرة المسابقات المحلية وتشابكها مع بعضها البعض ، يؤثر وبقوة على لاعبي المنتخب الذين ما أن يلتحقو بالمنتخب تجدهم مرهقين وليس لديه أي همة في أداء المباراة بإخلاص كما يفعلون مع أنديتهم.

5- الإعلام الرياضي: قوي جدا ويؤثر بشكل ملموس على اللاعبين وكذلك على المنتخبات بشكل عام ، حيث أن النقد اللاذع والأخبار المغلوطة أصبحت منتشرة بشكل رهيب ، وخبر نفي ترشح طلعت اللامي لرئاسة النادي الاتحاد أكبر دليل على ذلك ، حيث قرأت هذا الخبر في ثلاث صحف محلية! ، ويدل ذلك على قوة الإشاعات وانتشارها الواسع في الوسائل الإعلامية ، وكذلك ينسحب الأمر على بعض برامج التحليل الرياضية التي لا تحل ولا تربط ، اللهم إلا من بعض المحللين الواعين والناقدين بشكل بناء ، وينسحب الأمر على بعض الكتاب (بضم الكاف) الذين ما فتأو يكتبون ويناقشون ويحللون ما يجري للمنتخب بشكل توعوي وجميل من غير أي تجريح أو نقد لاذع يؤذي ويؤثر على نفسيات اللاعبين.

وفي النهاية أرجو من الله أن يوفق الممتخب الأخضر في المرحلة الصعبة القادمة ، وأن يتذكر لاعبو الجيل الحالي لاعبي الجيل الذهبي القديم (سامي الجابر، صالح النعيمة ، ماجد عبدالله ، أحمد جميل ، محمد عبدالجواد ، ...) وما كان يقوموا به من أداء راقي وممتاز يرفعون به رؤوسنا جميعا.

ودمتم بخير...